• المملكة العربية السعودية
  • info@Naqaba.com.sa

تفاصيل الخبر

Image
5 صفر

الحاج ما بين السير على الأقدام و شداد الجمال إلى الحافلات المبتكرة..

تتابعت السُبل والصور في عملية نقل الحجاج إلى مكة فما بين الأمس و اليوم نرى فروقات كبيرة خضعت لعوامل التحول الحضاري، فقد كانت الجمال هي الوسيلة المعتمدة في نقل الحجاج من جده إلى مكة والمدينة المنورة وكذلك ما بين المشاعر المقدسة ” عرفات ـ مزدلفه ـ منى “ كان يصعب إيجاد السيارات في إحدى الفترات لعدم وجود السائقين أو الميكانيكيين إضافة إلى أن بعض الطرق غير معبدة ، لذا استمرت عملية النقل بالجمال إلى ما يقارب عام 1360 هـ وقد كانوا الحجاج في سالف الزمان عرضة للمشقة و التي كان يتبعها الأجر بأذن الله فقد يصادفهم شتاء الفيافي القارس أو الشمس الصيفية الحارقة كما قد لا يسلموا من العواصف الرملية الشديدة إذ كان هناك جهد لا يوصف وعدم إحساس بالأمان وذلك لكثرة قطاع الطرق مما يجعل الحاج مهدد للسرقة في أي لحظة و هو يشق طريقه . و قيل أن في فترة من الفترات كان لا يركب الإبل وغيرها من الدواب إلا الأغنياء وهم قلة ، بينما فئة الأكثرية يحملون أمتعتهم على ظهورهم ويمشون على أقدامهم، وهناك من يجتمعون حوالي 10 أشخاص تقريبا ويستأجرون جملا يحمل الأمتعة فقط ، وقد تستغرق الرحلة أشهرا ذهابا وإيابا بين الصحاري والغابات مشيا على الأقدام ، وكان قائد الحملة يحسب شهرا للذهاب وشهرا آخر للعودة ، و ما بينهما شهر يقضونه في أطراف الحجاز، ويأخذ الحجاج بعض المؤونة والماء ، وخلال رحلة ذهابهم يستلزمهم الوقوف في بلاد نجد فيستزيدوا من مياه الآبار في سبيلهم . كانت تبدأ رحلة المسير وهم على شداد الجمال بعد انتهاء عيد الفطر المبارك و الشداد أداة توضع على سنام البعير ، حيث يُصنع من الخشب، ويركب عليه الراعي ويعلق به زهابه، حيث يضع عليه حقيبتان متصلتان تسميان الخروج والمفرد ،فبعد العيد يتجهون إلى مكة بشوق و بحلم الوصول و ما إن يدخلوا السعودية حتى يشدوا بأهازيج الحج العطرة ويرددون ( التلبية ) : ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك) فتهدأ قلوبهم حبا وسكينة. و بعد أن توقفت الجمال بشكل كلي عن نقل ضيوف الرحمن ، صدر الأمر السامي الكريم إذ أمر جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بتعويض أصحاب الجمال بمبالغ مالية يكون ريعها من النقابة العامة للسيارات حيث يحصل الجمالة مقابل كل حاج ريال ، و قد بلغ عدد الحجيج في تلك الفترة حوالي 120 ألف حاج ، و أصبح يُصرف ذلك التعويض تحت إشراف وزارة الحج من خلال مندوب من الوزارة مخول بتدوين البيانات و صرف الحقوق بموجب هيئة منتخبة من المقومين و المخرجين .. إذ كان للجمالة هيئة تُعرف بـ ( هيئة المخرجين ) تتولى مسؤولية إحضار الجمال والجمالة, كما أن هناك مجموعة أخرى تسمى بـ ( المقومين ) وهم الذين يقدروا حمولة الجمل، حيث لم يكن الأمر عشوائيا بل يعتمد على إدارة تساهم في تسهيل وتيسير رحلة الحاج، وبعد ذلك تتجه قوافل الحجاج لسلك طرق برية كانت يُطلَق عليها ( الدروب ) وهي: درب السيدة زبيدة (طريق الحيرة , مكة المكرمة) ، ودرب الحاج المصري ، ودرب الحاج الشامي (دمشق/المدينة المنورة) ، وفي مستهل عهد الدولة السعودية واستقرار الأمن والأمان في طرق الحجيج أصبحت السيارات كوسيلة جديدة لنقل الحجاج وقد صدر حينذاك الأمر السامي الكريم رقم (11501) باعتماد نظام النقابة العامة للسيارات، كجهة تعمل على تنظيم عمليات نقل الحجاج وتوزيعهم بين شركات النقل من يرى الماضي و الحاضر يجد أفق بعيد بين الحقبتين و إمكانيات لا محدودة كبرت مع الأيام لترسم اللوحة بريشة لا مثيل لها ، ثمة صور اكتملت من التفاوت الزمني و التطور الملحوظ في عملية نقل الحجاج التي بلاشك يفخر بها و يعتز كل من عمل في قطاع الحج و العمرة إذ أن الهدف يتشكل في إرضاء ضيوف الرحمن و تسهيل كل السبل و تمهيد الطرقات و تسخير المواقف لراحتهم و لترك ذكرى سعيدة معبقة بعطر الإيمان ، تبذل المملكة الغالي و النفيس بين خدمات متفردة لضيوف الرحمن ، و فيما يخص النقل فهناك العديد من الحافلات التي تفيد كبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة ، و قد قامت النقابة العامة للسيارات بإثراء تجربة الحاج من خلال مركز معلومات النقل إذ ابتكرت أنظمة ذكية خدمت الحاج كما خدمت شركات النقل و المرشدين و السائقين ، لذا لكل زمن تفرده و لكل عصر عوامله التي تكتمل في السعي نحو تحقيق الأهداف السامية ..

0 تعليقات

اترك تعليقك